قراءة في مشهد الجلسة الإجرائية للبرلمان


قراءة في مشهد الجلسة الإجرائية للبرلمان
  إتسمت الجلسة الأولى للبرلمان المصري الجديد بمجموعة من التجاوزات من أهمها:
1- كانت الإضافات من أبرز التجاوزات التي ظهرت في جلسة البرلمان الإجرائية سواء إضافة بعض الجمل لنص القسم أو حذف بعض الجمل كذلك 
من الإضافات أيضا إضافة بعض الإجراءات الغير مدرجة على برنامج اليوم البرلماني مثل المطالبة بضرورة منح حق الكلمة لكل مرشح من المرشحين لرئاسة المجلس بغرض تعريف كل منهم لنفسه ليتعرف عليه أعضاء المجلس الذين يمثلون له مجتمع إنتخابي و لكن إستمرت سلسلة الإضافات إلى نهايتها بخروج كل من النائبين ا|عصام سلطان "حزب الوسط" وا\يوسف البدري  بهذه الكلمة عن مجرد سياق التعريف بشخص المرشح إلى أمور أخرى لا تمت للتعريف بصلة
2- برز في اليوم الأول للبرلمان حوار مثل حوار الطرشان حينما أصر النائب  ا|عصام سلطان بضرورة كلمة كل مرشح من المرشحين لرئاسة البرلمان وتم أخذ التصويت على هذا الإقتراح فكانت النتيجة أن رفضت الأغلبية هذا الإقتراح و لكن مع إصرار و إرتفاع صوت النائب المحترم كانت النتيجة تحقيق رغبته و منح الكلمة لكل مرشح و كان التجاوز من نصيب الأقلية!! و التجاهل من نصيب الأغلبية !! 
أم للأغلبية و الأقلية معانا أخرى؟!!
هل الأغلبية للعدد الأكبر أم للصوت الأعلى؟!!
    3- بدا الغضب واضحا في كلمة البعض من ممثلي الأحزاب من التحالفات التي أجراها حزب الحرية و العدالة في الأيام السابقة على هذه الجلسة الإجرائية في حين أنهم لم يتحرجوا من إبراز تحالفاتهم قبل نفس الجلسة في الصحف و النت 
هل التحالفات السياسية حلال لبعض الأحزاب حرام على غيرها؟
من يقصي من؟!!! الأغلبية تقصي الأقلية أم العكس؟
إلى أين يتجه برلمان الثورة الذي أحتوى كل هذه التجاوزات؟
هذا البرلمان بجدارة يتجه نحو التوافق و النهوض بالدولة المصرية وفقا لأهداف الثور و ما تتطلبه المرحلة التي يمثل التوافق دليلا على نجاحها
قد يتعجب القارئ من هذه النتيجة التي توصلت إليها رغم سرد كل هذه التجاوزات و لكن مظاهر التوافق كانت الأبرز و لذلك سميت هذا البرلمان ببرلمان تجاوز التجاوزات 
مظاهر تجاوز التجاوزات
1- أكد د.الكتاتتني رئيس البرلمان الجديد في كلمته الأولى على تقديم كل التطمينات و الود للجميع
2- التأكيد على الإلتزام باللوائح و القوانيين
3- رد الفعل العملي الذي قام به الأغلبية تجاه كل هذه التجاوزات كان عدم التجاوز و إحترام الرأى الأخر و عدم تبني نهجه رغم التجاوز الواضح في حق الأغلبية
و أخيرا....
لا ينبغي أن ينتاب أحدنا الإحباط أو القلق مما شهدناه اليوم من بعض التجاوزات التي وقعت في الجلسة الإجرائية للبرلمان و نقلتها الفضائيات للعالم كله اليوم لأنها لن ترقى إلى المستوى الذي يضر بالتوافق الوطني خاصة أن من يبحث عن التوافق هم الأغلبية فهو برلمان يديره عقلاء.. 
أصحاب عقول واعية لا اصوات عالية
امل صبري

Read More

من الرسائل المتبادلة بين الليبراليين و الشعب


    منذ الشهور الأولى لميلاد الثورة المصرية العظيمة... و النخبة الليبرالية تتصدر الساحة  الإعلامية بأشكالها المختلفة في محاولة للتحدث باسم الشعب المصري ...
   تقدم المشهد السياسي بجدارة فريقان : الليبراليون و الشعب بنفسه و ليس أى فصيل نائبا عنه ...احتل أحدهما الساحة الإعلامية بكافة أنواعها"المرئية و المسموعة و المقروءة"و أحتل الأخر مسرح الشارع من خلال التفاعل المجتمعي و الحركة على الأرض(في صورة لجان شعبية -حماية المنشأت المختلفة -إدارة المرور....) و كانت بينهما رسائل متبادلة من بينها :   
الرسالة الأولى:و كان عنوانها "رسالة في إستفتاء"
استنفر الليبراليون كل قوتهم الإعلامية من وسائل الإعلام المختلفة و الأقلام و الأصوات المنتشرة في كل مكان من أجل حشد الجماهير بضرورة التصويت بـ لا في الإستفتاء الذي تم في 19مارس على الدستور أولا نعم أم لا
 رد الشعب على الرسالة الأولى:
فكان رد الشعب قويا و مدويا من خلال التصويت بـ نعم بنسبة تجاوزت ال70% ..و يعد هذا التصويت هو الأول من نوعه في الحياة السياسية المصرية فهو تصويت حر و نزيه شهد بنزاهته كل المراقبين و المتابعين من كافة الجهات المشاركة في الرقابة على المشهد السياسي المصري
الرسالة الثانية:و كان عنوانها الحشد
حشد الليبراليون كل طاقاتهم من أجل الإلتفاف على نتيجة الإستفتاء من خلال إصدار الوثائق الواحدة تلو الأخرى في محاولة يائسة من اجل وضع الدستور اولا بطريق غير طريق الشعب بل و أكثر من ذلك تم تحديد نسبة مشاركة كل فئة من فئات المجتمع التي ستشارك في وضع الدستور الجديد في تعدي صارخ على رأي الشعب في الاستفتاء الذي صوت لصالح آليات محددة لاختيار اللجنة التي ستقوم بهذه المهمة 
رد الشعب على الرسالة الثانية:
قام عدد غير قليل من خيرة رجال هذا البلد العظيم الذين لا ينتمون لأي تيار سياسي و المشهود لهم بالنزاهة و أعلنوا عبر كل الوسائل المتاحة ان لا مفر من السير قدما في الطريق الذي أختاره الشعب و صوت عليه في الإستفتاء
الرسالة الثالثة:الترغيب و الترهيب
تيقن الليبراليون أن الإنتخابات آتية لا محالة قبل الدستورو ستكون الغلبة للإسلاميين وفق ما أسفرت عنه نتيجة الإستفتاء فتنوعت هذه الرسالة بين الترغيب و الترهيب :فكان الترغيب من خلال فتح الساحة الإعلامية ابوابها أمام كل الناس ليعبروا عن آرائهم و هى ساحة جديدة على الشعب عامة و على الإسلاميين خاصة فكانت الأخطاء الناتجة عن عدم الخبرة هى البيئة الخصبة التي إستغلها الليبراليون و استخدموها فزاعه ضد الإسلاميين مع الأخذ في الإعتبار تفوق الليبراليون في المجال الإعلامي الذي يعد ساحتهم الأولى قبل و بعد الثورة
و الترهيب من خلال ترويج الشائعات حول الأجواء التي ستجرى فيها الإنتخابات البرلمانية بداية من القول بانها ستكون إنتخابات دموية من كثرة الدماء التي ستسيل في كل مكان إلى التذكير بسيل من العواقب الوخيمة التي لا يعلم مداها إلا الله نتيجة لإجراء الإنتخابات في أجواء تسودها حالة من الفوضى الأمنية التي تعم البلاد
من خلال موقف واحد رد الشعب المصري العبقري على الترغيب و الترهيب في مشهد و لا أروع ...فقال و عمل:
قال نعم للإسلاميين بكل تياراتهم بنسبة 70% تقريبا و كأن لسان حال الشعب يقول حتى الأخطاء الإعلامية التي وقعوا فيها هى من أمثلة الأخطاء المسموح بها لا أكثر و لا أقل
أما رسالة الترهيب فكان الرد عليها عمليا أمام اللجان.. إصطفت الطوابير أمام لجان الإقتراع منذ ساعات الصباح الاولى  في مشهد حضاري يعبر عن حجم ما يمتلكه هذا الشعب العظيم من إرادة قوية و عزيمة    
الرسالة الرابعة :و عنوانها "دشن ...دشن"
دشن الليبراليون حملة منظمة لتكوين المؤسسات المتنوعة التي يهدف إنشاؤها إلي مراقبة عمل البرلمان و لجنة صياغة الدستور و هذه الأهداف إن دلت فإنها تدل على محاولة أخرى لتحجيم رأى الشعب و ما نجم عنه من آثار أسفرت عن تقدم الإسلاميين و حصولهم على الأغلبية في الإنتخابات البرلمانية بمراحلها الثلاث
فكان رد الشعب على لسان نخبته المحايدة الغير محسوبة على أى تيار سياسي مثل ا|فهمي هويدي في مقاله المنشور بجريدة الشروق بعنوان "ليبراليو هذا الزمان"  
"أدرى أن قطاعا عريضا من النخب ليس سعيدا بنتائج الانتخابات وبتصويت الأغلبية. وأن هؤلاء يثيرون المشاعر ويعبئون الرأى العام ضد تلك النتائج من خلال الأبواق الإعلامية التى يتحكمون فيها، وهو ما لا أستغربه، خصوصا أن موقفهم الراهن هو ذاته كان موقفهم فى عهد الرئيس السابق. لكن الذى أستغربه حقا أن يقدم هؤلاء أنفسهم باعتبارهم ديمقراطيين وليبراليين".
تلك الرسائل على سبيل المثال لا الحصر و لا تزال الرسائل مستمرة بين الطرفين و لكن هناك رسالة ارسل بها الشعب إلى الليبراليين و يبدو أنها لم تصل إليهم بعد  و هى تعبر عن لسان حال الشعب الذي تجلى واضحا في كل الردود السابقة قائلا:
لا تتكلموا عنا بل تكلموا معنا إذا كنتم تريدون حقا مصلحتنا 
 أما إذا كانت رسالتكم في الحياة الكلام فتكلموا ما شئتم أن تتكلموا فلن نقرأ رسائلكم قبل أن تعملوا معنا لتحقيق الأهداف التي قمنا بثورتنا العظيمة من أجلها .
و أخيرا..........
عذرا لم يعد لدينا نظام لقراءة الرسائل الكلامية فنظامنا لا يقرأ إلا الرسائل العملية التي تعيش و تسير بيننا و تسهر على راحتنا و سعادتنا
امل صبري
Read more

من الرسائل المتبادلة بين الليبراليين و الشعب


من الرسائل المتبادلة بين الليبراليين و الشعب
    منذ الشهور الأولى لميلاد الثورة المصرية العظيمة... و النخبة الليبرالية تتصدر الساحة  الإعلامية بأشكالها المختلفة في محاولة للتحدث باسم الشعب المصري ...
   تقدم المشهد السياسي بجدارة فريقان : الليبراليون و الشعب بنفسه و ليس أى فصيل نائبا عنه ...احتل أحدهما الساحة الإعلامية بكافة أنواعها"المرئية و المسموعة و المقروءة"و أحتل الأخر مسرح الشارع من خلال التفاعل المجتمعي و الحركة على الأرض(في صورة لجان شعبية -حماية المنشأت المختلفة -إدارة المرور....) و كانت بينهما رسائل متبادلة من بينها :   
الرسالة الأولى:و كان عنوانها "رسالة في إستفتاء"
استنفر الليبراليون كل قوتهم الإعلامية من وسائل الإعلام المختلفة و الأقلام و الأصوات المنتشرة في كل مكان من أجل حشد الجماهير بضرورة التصويت بـ لا في الإستفتاء الذي تم في 19مارس على التعديلات الدستورية  بـ نعم أم لا
 رد الشعب على الرسالة الأولى:
فكان رد الشعب قويا و مدويا من خلال التصويت بـ نعم للتعديلات الدستورية بنسبة تجاوزت ال70% ..و يعد هذا التصويت هو الأول من نوعه في الحياة السياسية المصرية فهو تصويت حر و نزيه شهد بنزاهته كل المراقبين و المتابعين من كافة الجهات المشاركة في الرقابة على المشهد السياسي المصري
الرسالة الثانية:و كان عنوانها الحشد
حشد الليبراليون كل طاقاتهم من أجل الإلتفاف على نتيجة الإستفتاء من خلال إصدار الوثائق الواحدة تلو الأخرى في محاولة يائسة من اجل وضع الدستور اولا بطريق غير طريق الشعب بل و أكثر من ذلك تم تحديد نسبة مشاركة كل فئة من فئات المجتمع التي ستشارك في وضع الدستور الجديد في تعدي صارخ على رأي الشعب في الاستفتاء الذي صوت لصالح آليات محددة لاختيار اللجنة التي ستقوم بهذه المهمة 
رد الشعب على الرسالة الثانية:
قام عدد غير قليل من خيرة رجال هذا البلد العظيم الذين لا ينتمون لأي تيار سياسي و المشهود لهم بالنزاهة و أعلنوا عبر كل الوسائل المتاحة ان لا مفر من السير قدما في الطريق الذي أختاره الشعب و صوت عليه في الإستفتاء
الرسالة الثالثة:الترغيب و الترهيب
تيقن الليبراليون أن الإنتخابات آتية لا محالة قبل الدستورو ستكون الغلبة للإسلاميين وفق ما أسفرت عنه نتيجة الإستفتاء فتنوعت هذه الرسالة بين الترغيب و الترهيب :فكان الترغيب من خلال فتح الساحة الإعلامية ابوابها أمام كل الناس ليعبروا عن آرائهم و هى ساحة جديدة على الشعب عامة و على الإسلاميين خاصة فكانت الأخطاء الناتجة عن عدم الخبرة هى البيئة الخصبة التي إستغلها الليبراليون و استخدموها فزاعه ضد الإسلاميين مع الأخذ في الإعتبار تفوق الليبراليون في المجال الإعلامي الذي يعد ساحتهم الأولى قبل و بعد الثورة
و الترهيب من خلال ترويج الشائعات حول الأجواء التي ستجرى فيها الإنتخابات البرلمانية بداية من القول بانها ستكون إنتخابات دموية من كثرة الدماء التي ستسيل في كل مكان إلى التذكير بسيل من العواقب الوخيمة التي لا يعلم مداها إلا الله نتيجة لإجراء الإنتخابات في أجواء تسودها حالة من الفوضى الأمنية التي تعم البلاد
من خلال موقف واحد رد الشعب المصري العبقري على الترغيب و الترهيب في مشهد و لا أروع ...فقال و عمل:
قال نعم للإسلاميين بكل تياراتهم بنسبة 70% تقريبا و كأن لسان حال الشعب يقول حتى الأخطاء الإعلامية التي وقعوا فيها هى من أمثلة الأخطاء المسموح بها لا أكثر و لا أقل
أما رسالة الترهيب فكان الرد عليها عمليا أمام اللجان.. إصطفت الطوابير أمام لجان الإقتراع منذ ساعات الصباح الاولى  في مشهد حضاري يعبر عن حجم ما يمتلكه هذا الشعب العظيم منعزيمة و إرادة قوية     
الرسالة الرابعة :و عنوانها "دشن ...دشن"
دشن الليبراليون حملة منظمة لتكوين المؤسسات المتنوعة التي يهدف إنشاؤها إلي مراقبة عمل البرلمان و لجنة صياغة الدستور و هذه الأهداف إن دلت فإنها تدل على محاولة أخرى لتحجيم رأى الشعب و ما نجم عنه من آثار أسفرت عن تقدم الإسلاميين و حصولهم على الأغلبية في الإنتخابات البرلمانية بمراحلها الثلاث
فكان رد الشعب على لسان نخبته المحايدة الغير محسوبة على أى تيار سياسي مثل ا|فهمي هويدي في مقاله المنشور بجريدة الشروق بعنوان "ليبراليو هذا الزمان"  
"أدرى أن قطاعا عريضا من النخب ليس سعيدا بنتائج الانتخابات وبتصويت الأغلبية. وأن هؤلاء يثيرون المشاعر ويعبئون الرأى العام ضد تلك النتائج من خلال الأبواق الإعلامية التى يتحكمون فيها، وهو ما لا أستغربه، خصوصا أن موقفهم الراهن هو ذاته كان موقفهم فى عهد الرئيس السابق. لكن الذى أستغربه حقا أن يقدم هؤلاء أنفسهم باعتبارهم ديمقراطيين وليبراليين".
تلك الرسائل على سبيل المثال لا الحصر و لا تزال الرسائل مستمرة بين الطرفين و لكن هناك رسالة ارسل بها الشعب إلى الليبراليين و يبدو أنها لم تصل إليهم بعد  و هى تعبر عن لسان حال الشعب الذي تجلى واضحا في كل الردود السابقة قائلا:
لا تتكلموا عنا بل تكلموا معنا إذا كنتم تريدون حقا مصلحتنا 
 أما إذا كانت رسالتكم في الحياة الكلام فتكلموا ما شئتم أن تتكلموا فلن نقرأ رسائلكم قبل أن تعملوا معنا لتحقيق الأهداف التي قمنا بثورتنا العظيمة من أجلها .
و أخيرا..........
عذرا لم يعد لدينا نظام لقراءة الرسائل الكلامية فنظامنا لا يقرأ إلا الرسائل العملية التي تعيش و تسير بيننا و تسهر على راحتنا و سعادتنا
امل صبري
Read more

رسالة إلى د.عصام العريان وأحبائه


   رسالة تقدير و إحترام إلى د.عصام العريان هذا الرجل القدوة نحسبه كذلك و لا نزكي على الله أحد و لن أطيل في مدح الدكتور ففعاله تدل عليه و هى خير شاهد يشهد له و لكن في الحقيقة ما دفعني للكتابة عن هذا الرجل القدوة ما قرأته اليوم لبعض الشباب "تعليقا على الخبر في أحد المواقع الالكترونية" في أول رد فعل على إختيار حزب الحرية و العدالة لترشيح د.الكتاتني لرئاسة مجلس الشعب فمنهم من أيد رأي الحزب و منهم من أعلن إصابته بالإحباط من ذلك الإختيار لإنه كان يتوقع إختيار د.عصام العريان و خاصة أن بعض وسائل الإعلام قد ذكرت اسم د.العريان من ضمن الأسماء المطروحة لتولي هذا المنصب الهام كأول برلمان بعد الثورة و كذلك لثقة هؤلاء الشباب في د.عصام و حبهم له و هو حب واعي ليس حب لهوى  و ذلك لما يعلمون من خصاله و ما يتميز به من كفاءة و....و لكن تاريخ هذا الرجل يثبت أنه يحب دعوته أكثر من اى شئ مهما كان مثله مثل الكثير من رفاقه فهو لا يهتم بالمكانة أو الظهور أو الصدارة ......و لذلك عندما أثيرت مشكلة دخوله مكتب الإرشاد كانت مفاجأة لكثير من شباب الإخوان أنه لم يكن إلى هذا الوقت من أعضاء مكتب الإرشاد كأحد قيادات الجماعة الذي جعله النظام البائد أحد أهم الأهداف لسهامه المتنوعة ...و مع ذلك ففي وجهة نظري الشخصية لم يأتي دور د.عصام بعد فهو أكيد تنتظره مهمة جسيمة لأنني أرى على الرغم من كل المهام التي يقوم بها إلا أن هوو الحزب و الجماعة يصبرون على تسليم المهام المناسبة للرجل المناسب في الوقت المناسب فالهدف ليس تولي المناصب فهي مسئولية أمام الله قبل أن تكون أمام الناس فلا يتعجل أمثال هؤلاء الرجال تولي المسئولية قبل أوانها فإذا كنتم تثقون في هؤلاء الرجال و تظنون بهم خيرا أدعوا لهم بالتوفيق و السداد لأن الحمل ثقيل ويحتاج إلى كياسة و عدم تعجل مع الدقة في الإنجاز و خاصة في هذه المرحلة الحساسة في عمر مصرنا الحبيبة... و هذه هى المعادلة الصعبة أعانهم الله على تحقيقها... و لكن لا تتوقفوا عن إعلان حبكم هذا و حرصكم على نجاح العمل من أجل رفعة مصر لإنه يمثل طاقة القوة و الحماسة التي تمنحونها لهؤلاء الرجال الذين يحبون مصر و يتمنون لها الرفعة و التقدم اليوم قبل غدا     
و أخيرا... لا تنسوا أيها الشباب أن الرجل القدوة قيادته الحقيقية الهدف الذي يملك عليه قلبه و ليس هناك أعظم من الدعوة هدف يقود صاحب الرسالة إلى تحقيق خيري الدنيا و الآخرة 
Read more

سنة أولى ثورة


سنة أولى ثورة
  نحن على موعد مع العيد الأول لثورة 25 يناير تلك الثورة السلمية التي أذهلت العالم

برقي و سمو أهدافها و إدارة أبنائها و مع هذا الحدث العظيم نقف و نتأمل لعل في التأمل


 نجد العبرة و نرسم المستقبل.
لماذا سنة أولى ثورة؟
لأنها في حقيقة الأمر أشبه بالكائن الحي الذي ولد لم يكتمل بعد و لد من زواج شرعي بين جميع طوائف المجتمع المصري من مسلمين و مسيحين ومثقفين و أميين و و شباب و شيوخ و نساء و رجال.....فهى نتاج مزيج فريد لجميع طوائف الشعب إنصهروا جميعا في بوتقة واحدة على إختلاف أطيافهم و خرجوا بأهداف محددة ؛إسقاط النظام,تحقيق الحرية و العدالة و الأمن للشعب و ليس للنظام ...فهى ثورة قدمت أبهى صور الديمقراطية الحية التي تتحرك على الأرض من خلال تصويت الشعب المباشر على تحقيق مطالب محددة تسعى إليها أرقى الديمقراطيات الحديثة على مستوى العالم فهى نابعة من الشعب و بصورة سلمية ربما لم يشهد مثلها العالم في العصر الحديث إلا توأمها ثورة الياسمين في تونس.
و بنهاية العام الأول للثورة المصرية استطاعت أن تخطو بعض الخطوات نحو تحقيق أهدافها من إسقاط رأس النظام و حل مجلسي الشعب و الشورى و إسقاط الدستور و إصدار قانون العزل و إن كان الشعب كان يسبق الإدارة الحالية"المؤقتة"بخطوة و استطاع أن ينفذ حكمه بالعزل السياسي لأفراد الحزب الوطني المنحل 
و رغم أهمية هذه الإنجازات إلا أنها تظل نتاج طبيعي لأي ثورة على مدار التاريخ لأن الثورة تقوم من أجل التغيير و لكن الإنجاز الحقيقي و الأهم في هذا العام هو: 
أولا:زيادة أعداد الثوار من أبناء هذا الشعب العظيم الذين بدأوا ببضع ملايين في أثناء الثورة و تزايدوا حتى بلغوا عشرات الملايين أمام صناديق الإقتراع في صبر و ثبات من أجل إضافة اللمسة التاريخية من جميع أفراد الشعب لرسم صورة الوطن الحديث فهى صورة أخرى من صور الثورة"ثورة على الصمت"
ثانيا: إجراء إنتخابات مجلس الشعب في ظل وضع ليس الأمثل و لكنه تضمن درجة من النزاهة و الشفافية تجعل هذا المجلس بحق يعبر عن إرادة الشعب 
و بذلك تكون الثورة بنهاية عامها الأول قد حققت أهم إنجازاتها و هى إنتخاب القيادة الشعبية المعبرة عن الشعب المصري كله و التي صوت لها أكثر من نصف الشعب في مراحلها الثلاث و بذلك يكون قد إكتمل جسد الثورة فالقيادة هى الركن الوحيد الذي ظل ناقصا في مشهد هذه الثورة المجيدة الذي يستطيع أن يتحدث بإسم الشعب و بإرادة الشعب المصري العظيم 
بمقارنة بسيطة بين أهداف الثورة و إنجازاتها نجد أن الطريق لايزال  طويلا و لم يكتمل بعد و لذا لا ينبغي أن نقول أن هذه هى ذكرى الثورة لأن الماضي يحمل معنى الإنتهاء و إكتمال الحدث و تأكيده و لكن الحقيقة أن الثورة لم تتحول بعد إلى حدث مكتمل التكوين يسير على الأرض بل لايزال في مراحل نموه الأولى و لذا كان الحديث عن إنجازات مرحلية و كأن الثورة تمر بمراحل النمو الطبيعية التي يمر بها الكائن الحي.               
وبإكتمال جسد الثورة في عامها الأول يكون ثلث الصورة الأهم قد إكتمل فالشعب هو صاحب الثورة  صنعها  بيده و إنتخب سلطته التشريعية بحرية و نزاهه لم تشهدها مصر من قبل و يبقى وضع الدستور 
إنتخابات رئيس الجمهورية و بذلك تكتمل أركان الدولة و يكون الإنطلاق نحو التنمية و التقدم.
و لكن هناك خطوة لابد منها قبل وضع الدستور و إنتخابات الرئاسة كى نبني دولتنا الحديثة
هذه الخطوة  هى ركن من أركان بناء الدولة الحديثة لتحقيق التوافق بين أطياف الجماعة الوطنية فينبغي أن يكون عنوان العام الثاني للثورة هو عام الجماعة الوطنية
سنة ثانية ثورة
  كما أننا على موعد مع نهاية العام الأول للثورة فنحن أيضا على أعتاب بداية العام الثاني لهذا الحدث العظيم و كما أن للسنة الأولى سماتها و إنجازاتها فللسنة الثانية أيضا سماتها و متطلبات إنجازها أولى بالتحقيق و يعد أهم أهداف هذه المرحلة هو تحقيق التوافق الوطني بين الجماعة الوطنية فإذا تحقق ذلك اليوم سيكون غدا من السهولة بمكان البدء في وضع الدستور و إنتخاب رئيس الجمهورية و بذلك تتبين و تكتمل أركان الدولة و تصبح بحق ليس فقط كائنا حيا يمشي على الأرض بل شابا يافعا عالم بزمانه مقبل على شأنه قادرا على الوفاء بإستحقاقات المرحلة ثابت الأقدام على أرض صلبة لا ينظر خلفه بل المستقبل هو غايته يتجه إليه بكليته و بذلك تكون الثورة ليست ذكرى مضت بل إنتفاضة مستمرة على كل الأصعدة لا تهدأ و لا تلين حتى تحقق أهدافها و تصل بسفينة الوطن إلى بر الأمان.
همسة
و أخيرا ينبغي أن نتذكر دائما أن نهضة الأمم إنما تقوم على الحرية و العدل و الأمن لكل أبناء الوطن دون تمييز على أى أساس مهما كان نبيل فالمجتمع الذي يسمع فيه أنيين أسر الشهداء و المصابين و يفقد فيه الأمن لن يهنأ أو ينعم بالإستقرار
امنية
  نتمنى مع بداية العام الثاني لثورة 25 يناير أن نرى التوافق الوطني حقيقة واقعة و لا يظل حلما يتمناه كل مصري محب لهذا البلد
أن نرى العدل لأسر الشهداء و المصابين و القصاص للقتلة و المجرمين 
ان ننعم بالأمن و الأمان من خلال مشاركة كافة أجهزة الدولة الشرطة و الجيش و الشعب من أجل الحفاظ على مصرنا الحبيبة
و كل عام و وطنا الغالي بخير

امل صبري
Read more

بصمة السياسة على جبين الحب


بصمة السياسة على جبين الحب
     حتى الحب تلك الكلمة التي تحمل في داخلها كل المشاعر الإنسانية الراقية لم تسلم من أثر الفساد السياسي على جبينها و لم يعيد إليها بريقها و رونقها إلا الرجوع بها إلى شرع الله و الإنضباط بضوابطه من حيث الحلال و الحرام.
و كانت البداية في بيت عزيز مصر عندما أحبت إمراته الشاب الفقير قال تعالى:وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين ( 20 ) ) سورة يوسف . فكانت العلاقة لا تتعدى علاقة الأبن مع أسرته الجديدة التي ساقها الله إليه لينجو من غيابات الجب و لكن عندما صار فتيا كان لإمرأة العزيز فيه رأيا آخر ...فهو في نظرها لم يعد الغلام الصغير بل الرجل كامل الرجولة و النضج و لم يمنعها حياؤها كإمرأة و لا مكانتها الإجتماعية أن تعلنها مدوية عند إفتضاح أمرها بين طبقتها الراقية أنها تحبه و إن لم يفعل ما تأمره به من الرزيلة التي ترفضها فطرته السليمة الطاهرة النقية فسوف يسجن أو عذاب أليم  قال تعالى:واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم ( 25 )سورة يوسف 
أمر سياسي بإمتياز ليس له أى علاقة بالحب إنه عذاب و سجن ... للحب أهداف أخرى فهو يحمل في داخله السعادة و الهناء للمحبوب و إن كان بعيدا عن المحب فهو غاية التضحية من أجل تحقيق السعادة لمن تحب و لن يكون ابدا مساومة بين الرزيلة أو الهلاك... أي حب هذا ؟!!!
و كأن غياب المساءلة و المحاسبة و تداول السلطة في بلاط الحكم يطلق أيدي أولي الأمر من طبقة الحكام ليفعلوا ما يريدون في أمان و إطمئنان من أجل تحقيق رغباتهم و شهواتهم فهم فوق القانون و عدم المساءلة يجعلهم لا يهابون إثبات الجريمة على المجرم الحقيقي و غياب مبدأ التداول للسلطة لن يأتي بغيرهم كى يفضح فسادهم و يحاكمهم عليه و تضيع المحاسبة و يضيع معها حقوق الشرفاء و اصحاب الحقوق 
فالجريمة ميته ميته لذلك سهل أن ينقلب الجاني مجني عليه و يحل المجني عليه بدوره محل الجاني فيسجن أو يعذب و كأن ضياع الأخلاق من السياسة العامة يعني ضياع الحق و الأرض و العرض و لكن سرعان ما عادت الأمور إلى نصابها و عاد الحق إلى أصحابه ....نعم كان سجن سيدنا يوسف لبضع سنوات على جريمة لم يقترفها بل على أخلاق لم يريد أن يتنازل عنها "الطهر و النقاء" و الذي عوقب عليها و كأنها جريمة مكتملة الأركان كما إعتمدتها صاحبة المكانه و زوجة السياسي الذي لا يقبل أن يكون هو أو زوجته موضع إتهام رغم بيان الحقيقة بالدليل الدامغ و لكن أبواب السجون كما يقولون صغيرة لا تسمح بدخول الكبار و إذا دخلوها لصغرها لا تتحملهم فتطردهم سريعا فهم نزلاء مرتفعي التكلفة لا يستطيع أن يؤديها السجن ولا الشعب و لا النظام الحاكم و لكن دائما نظرة البشر قاصرة لا تعرف إلا حدود الزمان والمكان إلا من رحم ربي فهو يعلم أن هناك رب لا يغفل و لا ينام بيده الامر من قبل و من بعد و كان الإنتصار في النهاية لسيدنا يوسف و الفضيحة لإمرأة العزيز عندما انتصر سيدنا يوسف لله و امتثل لامره حتى لو كان ثمن هذا الانضباط بضوابط الله هو الحرمان من أثمن ما يملك الإنسان في الدنيا "الحرية" أكرمه الله و اجرى الحق على لسان من وضعته في السجن قال تعالى: (قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين ( 51 ) ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين ( 52 ) سورة يوسف. 

ففساد السياسة لا يعكر صفو المجال الإداري في الدولة فقط بل ينسحب على كل مرافق الدولة و كذلك على اخلاقيات أهلها حتى مشاعرهم ....فلنحيي السياسة بالأخلاق و لا نميت الأخلاق بدعوى أن السياسة لعبة قذرة فتلك حجة من لا يريد أن يجتهد في طلب الطهر و النقاء لنفسه و وطنه فالغاية النبيلة نحتاج لتحقيقها وسيلة نبيلة هكذا علمنا ديننا
أمل صبري
Read more