القرآن في حياة الرعيل الأول

القرآن في حياة الرعيل الأول

عرف العلماء القرآن
"أنه كلام الله المنزل المتعبد بتلاوته"
فالقرآن هو نور الله لعباده قال تعالى "نور على نور" النور35
و معنى النور أنه مبين لنفسه و لغيره
و وصف الله جل و علا الصحابه في القرآن بقوله :                                        "و اتبعوا النور الذي أنزل معه "الأعراف 157
و لعلنا نجد في هذه الآية الكريمة السر الكامن وراء التحول الهائل في حياة صحابة رسول الله و منه الى إحداث طفرة عظيمة الرقي في حياة البشرية من فكر و مشاعر و سلوك ... إنه سر الإتباع للمنهج القرآني العظيم الذي أنزله رب العالمين لهداية الناس أجمعين.

بعض الخطوات العملية على طريق الإتباع
التدبر أول طريق الإتباع
و كان التدبر و الفهم العميق أداة ضرورية لإحسان الإتباع فلن يستطيع إنسان أن يمارس في حياته اليومية ما لا يعرف و إذا عرف كذلك لن يقدر على تحويل هذه المعرفة إلى الواقع الملموس إذا لم يقتنع بها و يمارسها و يتقنها حتى تتحول إلى عادة لا يستطيع التخلي عنها تحت أى ظرف و لن يحدث كل هذا إلا إذا كان مصدر هذه المعرفة موثوق فيه و أى مصدر أصدق من كلام الله قال تعالى "و من أصدق من الله قيلا"النساء122
و كان الرعيل الأول... هذا الجيل القرآني الذي أحسن الإتباع فكانت الجائزة الأولى في الدنيا الإنتقال من إنحرافات الجاهلية إلى إستقامة الإسلام و من الظلمات إلى النور فكانت النماذج المضيئة في تاريخ البشرية التي لولا اتباع الإسلام كما أراد الله له أن يطبق ما كان لهم هذا الشأن العظيم في تاريخ البشرية ... إنه الإمتزاج المميز بين المنهج و حسن الإنصات و صدق الإتباع وفقا لخطوات المنهج خطوة بخطوة دون تأجيل أو تسويف فكانت الحضارة الإسلامية التي علمت العالم كيف يبنى أرقى الحضارات الإنسانية التى تعلي مكانة الإنسان لإنه إنسان لا لعلو مكانته أو حسبه أو نسبه و لكنه الإنسان أيان كانت مكانته أو لونه أو ......
استحضار الهدف من العلم بالقرآن... العمل     
جيل كانت أولوياته وفقا لأولويات القرآن فهم لم يزينوا بآياته الجدران كما نفعل الآن و لم يكن منهم من يجمع حروف القرآن و يضيع حدوده بل كانوا يرون أن زينة القرآن ليست في الحروف بل في الأفعال كما قال سالم مولى ابي حذيفة "يا أهل القرآن... زينوا القرآن بأعمالكم" و كانوا يدركون أن هذا الدين لن يؤتي ثماره المرجوة من عمارة الأرض و نشر العدل و الهداية للبشرية و ..... إلا إذا تحول الإيمان به إلى حركة مستمرة بإستمرار الحياة و هى واجبة على كل فرد لا تنتهي إلا بإنتهاء آخر نفس له في الحياة  قال معاذ بن جبل :"أعلموا ما شئتم أن تعلموا فلن يأجركم الله بعلمكم حتى تعملوا !"
قال بعض القراء :- "قرأت القرآن على شيخ لي ثم رجعت لأقرأ ثانيا فانتهرني و قال: جعلت القراءة عليَّ عملا ! إذهب فاقرأ على الله عز وجل , فانظر بماذا يأمرك و بماذا ينهاك !
مجالسة القرآن تحقق إما زيادة أو نقصان... فما هو حالك عند مجالسة القرآن؟
قال قتادة:"لم يجالس أحد هذا القرآن إلا قام بزيادة أو نقصان ".
قال تعالى :
"وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارًا" [الإسراء:82].
قال تعالى "قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء"فصلت 44
الهدف هو إحسان العمل 
قال تعالى"و هو الذي خلق السماوات و الأرضفي ستة أيام و كان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا"هود 7
"إن جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا"الكهف 7
"تبارك الذي بيده الملك و هو على كل شئ قديرّّالذي خلق الموت و الحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا"الملك1,2
تشير الآيات الكريمة إلى أن الإختبار الإلهي ليس بين المحسن و المسئ بل بين الحسن و الأحسن منه ...  
ومضة
تحولت حياة الصحابة من إنحرافات الجاهلية إلى الرقى و العالمية بفضل طريقة تلقيهم المميزة للقرآن و إذا كنا نجد اليوم تأخر حال المسلمين بين الأمم فهذا يرجع لنفس السبب الذي كان سر تقدم الرعيل الأول من المسلمين.... التعامل مع القرآن
قال تعالى "و هذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه و اتقوا لعلكم ترحمون" االأنعام 155..... و بهذا الإتباع ترجى رحمة الله
فليكن شعارنا مع القرآن في شهر رمضان و في كل الأشهر هيا بنا نتعلم و نعمل فإن رمضان زمن له نهاية و هو جزء من العمر و القرآن عمل الزمن كله و فيه خيري الدنيا و الآخرة

0 لأضافة تعليقات:

إرسال تعليق