السعادة و الحب توأمان

السعادة و الحب توأمان
بقلم امل صبري
        إذا اعتقد إنسان أن هناك شخص ما سيأتي و يمنحه السعادة فعليه أن يبحث عن مكان مريح ينتظر فيه فربما ينتظر طويلا أو ربما لا يأتي الضيف المنتظر أبدا.
السعادة لا تمنح و لكنها تصنع بيد من أرادها فحسب ؛ حيث أن السعادة منظومة متكاملة لا تنفصل عن بعضها البعض فهى منظومة من نوع فريد نوع يسميه البعض إكسير الحياة ...الحب ... و كل أفراد المنظومة يهدفون الى شئ واحد و هو تحقيق السعادة لمن يريدها و يسير على طريقها.
        و تبدأ رحلة السعادة بالبحث عن تحصيل الحب الأهم فالمهم في حياة الإنسان ...حب الله و رسوله.... حب الناس... عن سهل بن سعد الساعدي  قال: جاء رجل إلى النبي  فقال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس فقال: ((ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس)) [رواه ابن ماجة وغيره، والحديث صحيح. الزهد في الدنيا رغبة في تحقيق حب الله...تمتلكها بيديك و لا تملك عليك قلبك.. فتتخلص من هم الجري وراء الدنيا و شهواتها و تسعد بالإقبال على الله ...و الزهد فيما عند الناس يكون بالتعفف عن ما في أيدي الناس عندها تملك قلوب الناس و تحصل على محبتهم و التي من شأنها أن تحقق لك السعادة بحب من حولك الذين تعيش بينهم
حب يملك عليك عقلك... حب الفكرة التى تحملها و تسعى إلى تحقيقها لتجعلها تتحرك بين الناس حتى تصبح كالكائن الحي الذي يراه و يسمعه كل الناس من خلال أقوالك و أفعالك كما كان رسولنا الكريم في موقفه مع عمه: إذ أرسل أبو طالب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما جاء قال له: يابن أخي! إن قومك قد جاءوني، وقالوا كذا وكذا فأَبقِ علىَّ وعلى نفسك، ولا تُحملني من الأمر ما لا أطيق أنا ولا أنت، فاكفف عن قومك ما يكرهون من قولك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمه: (والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري، ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه) فقال أبو طالب: امضِ على أمرك وافعل ما أحببت، فوالله! لا أسلمك لشيء أبدًا. لم يستطع المشركون أن يوقفوا مسيرة الدعوة للإسلام، ولم يستطيعوا إغراء الرسول صلى الله عليه وسلم بالمال أو بالجاه...انها الفكرة ...و أى فكرة تكون كى يقول الرسول صلى الله عليه و سلم (...ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه) إنها رسالة الإسلام ...ما أعظمها من رسالة!و هل هناك من فكرة او رسالة تستحق الزود عنها بالمال و النفس و الولد و الدنيا...غير رسالة الاسلام؟
          حب القيادة ... قيادة النفس و تزكيتها ...قيادة الجوارح حتى تتناغم مع العناصر الأخرى من منظومة السعادة في رحلة الحياة لتنجو في الأخرة من عذاب النار و تسعد بجنة الخلد في رحلة الخلود قال تعالى : (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ . إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (الشعراء:88ـ89
دعاء ... أن يوفقنا الله و إياكم لنبدأ رحلة السعادة التي نبحث عنها و هى بين أيدينا و في عقولنا و أرواحنا... و لكنها البداية و التوكل على الله




0 لأضافة تعليقات:

إرسال تعليق