عيش اللحظة

عيش اللحظة
امل صبري
اللحظة الحاضرة هى نقطة العبور بين الماضي و المستقبل . ماضي يحتوي على أشياء نرضى عن بعضها و نندم على أخرى و لكن يحتفظ الماضي دائما بخصيصة يتميز بها عن الحاضر و المستقبل و هى أنه غير قابل للتغيير و لكنه مع ذلك ما زال قادرا على العطاء , عطاء الخبرة التى نسترشد بها في يومنا و غدنا حتى نحقق الأفضل في مستقبلنا

    تكمن أهمية اللحظة في أنها تعد الزمن المشترك بين الماضي و المستقبل و على هذه اللحظة يتوقف نجاح الانسان في حياته فهى تحاسب الماضي و تستخلص منه العبر و العظات ليكون زاد لها في المستقبل و كذلك هى لحظة المشارطة و التى يأخذ الفرد فيها على نفسه المواثيق و العهود ماذا يفعل او لا يفعل في غده ؟!فهى لحظة تمنع اندماج الماضي بالمستقبل حتى لا يكونا لونا واحدا بل يكون المستقبل أفضل من الماضي و أزهى لونا
لحظة جرد
 قال تعالى :
(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ((10)سورة الشمس
هى لحظة جرد مستمرة لما تملك في القلب و العقل و الجوارح من الغث و الثمين سواء من مشاعر أو أفكار أو سلوك و عليها تتم التخلية عن كل ما هو غث و التحلية بكل ما هو ثمين
الزمن الوحيد الذي نملكه
     نظل على مدى رحلة العمر نتقلب بين لحظات الحاضر التى ما تلبث أن تصبح ماضي و بين المستقبل الذي نرنوا إليه في يومنا على أنه حلم نتمنى ان ندركه فإذا هو بين أيدينا نعيشه و نحصد فيه ما أعددناه في سالف أيامنا و هكذا العمر يمضي بين الماضي و الحاضر و المستقبل و لكن تبقى اللحظة الحاضرة هى الزمن  الوحيد الذي نملكه بين أيدينا فالماضي ذهب و لم نعد نملكه مهما انفقنا لاسترجاع أى لحظة فيه و المستقبل ربما يملك علينا انفسنا كحلم نتمنى ان ندركه لتحقيق ما لم نستطع تحقيقه و بين الحلم الذي ربما نملكه أو نهلك دونه و بين زمن ملكنا بأفعال لم نستطع محوها يبقى الأمل حاضرا في اللحظة الحاضرة بين ايدينا لنهذب من خلالها نتائج أعمال الماضي التي لا ترضينا و نراجع فيها الافكار الخاطئة و نتعهد فيها بتوبة و نخطط لتحقيق احلام نتدارك بها ما فات في سابق ايامنا و في كل خير فهى لحظة تمنحنا إصلاح نية يصاحبها  عمل صالح
قال الامام الشافعي:(1)
غفلنا لعمر الله حتى تداركت *** علينا الذنوب بعدهن ذنوب
فياليت أن الله يغفر ما مضى *** و يأذن في توباتنا فنتوب
ألم تر أن اليوم أسرع ذاهب *** و أن غدا للناظرين قريب
الهوامش
(1)[المصدر ديوان الامام الشافعي ص130 طباعة دار الفكر 2009]

0 لأضافة تعليقات:

إرسال تعليق