و عجلت اليك ربي لترضى

{وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَى (83) قَالَ هُمْ أُولَاء عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84)} طه (83 -84)
في الآيتين الكريمتين!
يقول الله تعالى لسيدنا موسى عليه السلام : وأيُّ شيء أعجلك عن قومك - يا موسى - فسبقتَهم إلى جانب الطور الأيمن, وخلَّفتَهم وراءك؟
فقال سيدنا موسى عليه السلام: إنهم خلفي سوف يلحقون بي, وسبقتُهم إليك - يا ربي - لتزداد عني رضا. (التفسير الميسر)
لنتخذ من {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى}شعاراً لنا في الحياة؟
من فوائد العجلة الى الله
- تحقيق السعادة في الحياة كلها :
"قال الله تعالى( من عمل صالحا من ذكر أو انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)" النحل 97
"وقال سبحانه( فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا) " –طه 124
2- يكون العبد فى معية الله ورعايته :
"قال الله تعالى( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون " (يونس 62(
"قال الله تعالى( إن عبادى ليس لك عليهم سلطان"(الاسراء64 "
" قال الله تعالى( أليس الله بكاف عبده "الزمر 36
...فالله مولى الذين آمنوا وكل شىء فى هذا الكون بيد الله فمن كان مع الله فمن يستطيع أن يضره في؟؟؟-
3- تلقى نصر الله :على المستوى الخاص و العام
" ولينصرن الله من ينصره "الحج 40 ... فمن نصر الله فى قلبه ( أو قل نصر داعى الايمان فى قلبه ) نصره الله على عدوه زد عليه مستوى الجماعة والدولة
" ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون " المائدة 56
4-الانسجام مع الكون ومع فطرة الله التى خلق الناس عليها
5- العجلة الى الله تضمن الاستمرار
حيث ان الغاية المنشودة رضا الله فبقاء الغاية يضمن بقاء العمل و الاجتهاد و يستلزم كذلك مواصلة تحصيل الواجبات الازمة لتحقيقها و منها الاستمرار على طريق الطاعة
سنحيا في جنة الدنيا
و سنتذوق جميعاً حلاوة الإيمان
وسنحيا في رحابٍ عَطِر من رضا الله سبحانه وتعالى
يمن الله علينا برضاه
وأن يعيننا على ذِكره وشكره وحسن عبادته
وأن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى
وأن يرزقنا لذة النظر إلى وجهه الكريم بالفردوس الأعلى
-    وقال صلى الله عليه وسلم:
"أشراف أمتي حملة القرآن، وأصحاب الليل"
/ أخرجه الطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما.
-    وقال صلى الله عليه وسلم:
"ثلاثة على كثبان المسك يوم القيامة لا يهولهم الفزع ولا يفزعون حين يفزع الناس:
رجل تعلم القرآن فقام به يطلب وجه الله وما عنده،
ورجل نادى في كل يوم وليلة خمس صلوات يطلب وجه الله وماعنده،
ومملوك لم يمنعه رق الدنيا من طاعة ربه."
-    لماذا العجلة الى الله؟
-    تذكر دائما انك لا تملك من عمرك الا اللحظة التى انت فيها الان حيث ان الزمن الماضي ذهب و انقضى و المستقبل فيه الامال الكثيرة و لكننا ربما نهلك دون الوصول اليه و عندما نلتفت حولنا لا نجد عمر نملكه الا اللحظة التى نعيشها فلنعيشها مع الله صح فربما يكون بعدها اللقاء
خطوات على طريق تحقيق العجلة الى الله في علاقتنا
1-عطاء بلا حدود دون ادنى مقابل
2-مقياس العجلة الى الله اصل من قطعني و اعطي من حرمني و اعفو عن من ظلمني
-    3-مقياس الكمال في الربانية تحيا مع الخالق بلا خلق و تحيا مع الخلق بلا نفس
-    من مظاهر العجلة الى الله
1- استحضار النية الصالحة فيما يأتي وما يترك حتى في خواطره؛ فإنه يستحضر فيها النية فيحمد الله على التوفيق والهداية، ويبرأ من حظ النفس والشيطان والهوى وهذا دأب الأنبياء والصالحين ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53)﴾ (يوسف)، ﴿وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)﴾ (هود)،
2-نسب الفضل لأهله، و ذلك من خلال ان افراد لا يبخسون قدر بعضهم البعض قال تعالى (ولا تنسوا الفضل بينكم) كما لا يبخسون الناس قدرهم، فإنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذووه والإسلام يعلمنا "أنزلوا الناس منازلهم" (رواه أبو داود)،
3- في وقت الشدة، فعند الشدائد تُعرف معادن الرجال والناس في الرخاء قد يُظهرون خلاف ما وقر في قلوبهم، أما الرباني فإن سلوكه في السراء والضراء سواء، يقابلهما بالرضا والشكر والصبر وطلب التثبيت موقنًا في نفسه ﴿قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ﴾ (النساء من الآية 78)
4- الاقتضاء بسنة رسول الله :
فالانسان الذي يعجل الى ربه دائما يتلمس رضا خالقه واقتفاء أثر نبيه، في كل خطوة كا تعامل الزوجين لبعضهما حتى التعامل مع الاحفاد و الاهل و الجيران... فهو دائمًا وأبدًا يُوثِّق علاقته بربه، ويربط حياته وسلوكه وتصرفاته وحركاته وسكناته بهدي نبيه
5- اخلاق الفرد يمثل بحق وراثة لسلوكيات الانبياء:
أهل العجلة الى الله هم حملة لواء الأنبياء هؤلاء الذين وصفهم الحق جل وعلا فقال في حقهم: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللهَ وَكَفَى بِاللهِ حَسِيبًا (39)﴾ (الأحزاب)،
6- أن تلتزم يوميّاً بورد من الأذكار وبورد من تلاوة القرآن وبورد من حفظ القرآن و بالدعاء لاهل البيت جميعا لقوله تعالى (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} [الفرقان: 74]
7- أن نقتفي سلوكيات السلف الصالح في بيوتهم من خلال سيرهم ونتمثل بها
8- أن ننصح الأهل والجيران ومن لنا بهم صلة رغبة في تحقيق البيت المسلم الذي يرضي الله في الارض
9- أن نخدم أهلنا وجيراننا والمسلمين كما تخدم النحلة في مملكتها دون ادنى تذمر او توقف عن العطاء مهما اخذنا منها ثمرة جهدها.
-    10- أن تبذل جهداً في ذاتك لإقامة ما تستطيع من ذلك وأن تبذل جهدا في بيتك وخارجه في ذلك كله.
من الخطوات العملية نحوالعودة الى الله
العجلة والفرار الى الله-
الذاريات 50" وفروا الى الله انى لكم منه نذير مبين "
" طه 84" وعجلت اليك ربى لترضى       لتكن مهمتنا في حياتنا و مع كل الناس التعاون على الفرار الى الله بحب الاولاد و احتوائهم و تربيتهم على الخلق الحسن و احصان الزوجين بعضهما لبعض رغبة في النجاة من انتشار الرذيلة بين المسلمين...
اخلاص النية لله تعالى في كل عمل و قول-
- نسعى في كل ما يرضي الله تعالى عنا ونتقرب إليه بالنوافل
- جميع النوافل لا نبخل على أنفسنا بهذا الفضل العظيم
- نكثر من الذِكر وقراءة القرآن آناء الليل وأطراف النهار
- نسأل الله من فضله ونتضرع إليه بالدعاء
- نُخرج ما استطعنا من الصدقات
- نقف بين يدي الله تعالى في جوف الليل والناس نيام