سنة أولى ثورة


سنة أولى ثورة
  نحن على موعد مع العيد الأول لثورة 25 يناير تلك الثورة السلمية التي أذهلت العالم

برقي و سمو أهدافها و إدارة أبنائها و مع هذا الحدث العظيم نقف و نتأمل لعل في التأمل


 نجد العبرة و نرسم المستقبل.
لماذا سنة أولى ثورة؟
لأنها في حقيقة الأمر أشبه بالكائن الحي الذي ولد لم يكتمل بعد و لد من زواج شرعي بين جميع طوائف المجتمع المصري من مسلمين و مسيحين ومثقفين و أميين و و شباب و شيوخ و نساء و رجال.....فهى نتاج مزيج فريد لجميع طوائف الشعب إنصهروا جميعا في بوتقة واحدة على إختلاف أطيافهم و خرجوا بأهداف محددة ؛إسقاط النظام,تحقيق الحرية و العدالة و الأمن للشعب و ليس للنظام ...فهى ثورة قدمت أبهى صور الديمقراطية الحية التي تتحرك على الأرض من خلال تصويت الشعب المباشر على تحقيق مطالب محددة تسعى إليها أرقى الديمقراطيات الحديثة على مستوى العالم فهى نابعة من الشعب و بصورة سلمية ربما لم يشهد مثلها العالم في العصر الحديث إلا توأمها ثورة الياسمين في تونس.
و بنهاية العام الأول للثورة المصرية استطاعت أن تخطو بعض الخطوات نحو تحقيق أهدافها من إسقاط رأس النظام و حل مجلسي الشعب و الشورى و إسقاط الدستور و إصدار قانون العزل و إن كان الشعب كان يسبق الإدارة الحالية"المؤقتة"بخطوة و استطاع أن ينفذ حكمه بالعزل السياسي لأفراد الحزب الوطني المنحل 
و رغم أهمية هذه الإنجازات إلا أنها تظل نتاج طبيعي لأي ثورة على مدار التاريخ لأن الثورة تقوم من أجل التغيير و لكن الإنجاز الحقيقي و الأهم في هذا العام هو: 
أولا:زيادة أعداد الثوار من أبناء هذا الشعب العظيم الذين بدأوا ببضع ملايين في أثناء الثورة و تزايدوا حتى بلغوا عشرات الملايين أمام صناديق الإقتراع في صبر و ثبات من أجل إضافة اللمسة التاريخية من جميع أفراد الشعب لرسم صورة الوطن الحديث فهى صورة أخرى من صور الثورة"ثورة على الصمت"
ثانيا: إجراء إنتخابات مجلس الشعب في ظل وضع ليس الأمثل و لكنه تضمن درجة من النزاهة و الشفافية تجعل هذا المجلس بحق يعبر عن إرادة الشعب 
و بذلك تكون الثورة بنهاية عامها الأول قد حققت أهم إنجازاتها و هى إنتخاب القيادة الشعبية المعبرة عن الشعب المصري كله و التي صوت لها أكثر من نصف الشعب في مراحلها الثلاث و بذلك يكون قد إكتمل جسد الثورة فالقيادة هى الركن الوحيد الذي ظل ناقصا في مشهد هذه الثورة المجيدة الذي يستطيع أن يتحدث بإسم الشعب و بإرادة الشعب المصري العظيم 
بمقارنة بسيطة بين أهداف الثورة و إنجازاتها نجد أن الطريق لايزال  طويلا و لم يكتمل بعد و لذا لا ينبغي أن نقول أن هذه هى ذكرى الثورة لأن الماضي يحمل معنى الإنتهاء و إكتمال الحدث و تأكيده و لكن الحقيقة أن الثورة لم تتحول بعد إلى حدث مكتمل التكوين يسير على الأرض بل لايزال في مراحل نموه الأولى و لذا كان الحديث عن إنجازات مرحلية و كأن الثورة تمر بمراحل النمو الطبيعية التي يمر بها الكائن الحي.               
وبإكتمال جسد الثورة في عامها الأول يكون ثلث الصورة الأهم قد إكتمل فالشعب هو صاحب الثورة  صنعها  بيده و إنتخب سلطته التشريعية بحرية و نزاهه لم تشهدها مصر من قبل و يبقى وضع الدستور 
إنتخابات رئيس الجمهورية و بذلك تكتمل أركان الدولة و يكون الإنطلاق نحو التنمية و التقدم.
و لكن هناك خطوة لابد منها قبل وضع الدستور و إنتخابات الرئاسة كى نبني دولتنا الحديثة
هذه الخطوة  هى ركن من أركان بناء الدولة الحديثة لتحقيق التوافق بين أطياف الجماعة الوطنية فينبغي أن يكون عنوان العام الثاني للثورة هو عام الجماعة الوطنية
سنة ثانية ثورة
  كما أننا على موعد مع نهاية العام الأول للثورة فنحن أيضا على أعتاب بداية العام الثاني لهذا الحدث العظيم و كما أن للسنة الأولى سماتها و إنجازاتها فللسنة الثانية أيضا سماتها و متطلبات إنجازها أولى بالتحقيق و يعد أهم أهداف هذه المرحلة هو تحقيق التوافق الوطني بين الجماعة الوطنية فإذا تحقق ذلك اليوم سيكون غدا من السهولة بمكان البدء في وضع الدستور و إنتخاب رئيس الجمهورية و بذلك تتبين و تكتمل أركان الدولة و تصبح بحق ليس فقط كائنا حيا يمشي على الأرض بل شابا يافعا عالم بزمانه مقبل على شأنه قادرا على الوفاء بإستحقاقات المرحلة ثابت الأقدام على أرض صلبة لا ينظر خلفه بل المستقبل هو غايته يتجه إليه بكليته و بذلك تكون الثورة ليست ذكرى مضت بل إنتفاضة مستمرة على كل الأصعدة لا تهدأ و لا تلين حتى تحقق أهدافها و تصل بسفينة الوطن إلى بر الأمان.
همسة
و أخيرا ينبغي أن نتذكر دائما أن نهضة الأمم إنما تقوم على الحرية و العدل و الأمن لكل أبناء الوطن دون تمييز على أى أساس مهما كان نبيل فالمجتمع الذي يسمع فيه أنيين أسر الشهداء و المصابين و يفقد فيه الأمن لن يهنأ أو ينعم بالإستقرار
امنية
  نتمنى مع بداية العام الثاني لثورة 25 يناير أن نرى التوافق الوطني حقيقة واقعة و لا يظل حلما يتمناه كل مصري محب لهذا البلد
أن نرى العدل لأسر الشهداء و المصابين و القصاص للقتلة و المجرمين 
ان ننعم بالأمن و الأمان من خلال مشاركة كافة أجهزة الدولة الشرطة و الجيش و الشعب من أجل الحفاظ على مصرنا الحبيبة
و كل عام و وطنا الغالي بخير

امل صبري

0 لأضافة تعليقات:

إرسال تعليق