من الرسائل المتبادلة بين الليبراليين و الشعب


    منذ الشهور الأولى لميلاد الثورة المصرية العظيمة... و النخبة الليبرالية تتصدر الساحة  الإعلامية بأشكالها المختلفة في محاولة للتحدث باسم الشعب المصري ...
   تقدم المشهد السياسي بجدارة فريقان : الليبراليون و الشعب بنفسه و ليس أى فصيل نائبا عنه ...احتل أحدهما الساحة الإعلامية بكافة أنواعها"المرئية و المسموعة و المقروءة"و أحتل الأخر مسرح الشارع من خلال التفاعل المجتمعي و الحركة على الأرض(في صورة لجان شعبية -حماية المنشأت المختلفة -إدارة المرور....) و كانت بينهما رسائل متبادلة من بينها :   
الرسالة الأولى:و كان عنوانها "رسالة في إستفتاء"
استنفر الليبراليون كل قوتهم الإعلامية من وسائل الإعلام المختلفة و الأقلام و الأصوات المنتشرة في كل مكان من أجل حشد الجماهير بضرورة التصويت بـ لا في الإستفتاء الذي تم في 19مارس على الدستور أولا نعم أم لا
 رد الشعب على الرسالة الأولى:
فكان رد الشعب قويا و مدويا من خلال التصويت بـ نعم بنسبة تجاوزت ال70% ..و يعد هذا التصويت هو الأول من نوعه في الحياة السياسية المصرية فهو تصويت حر و نزيه شهد بنزاهته كل المراقبين و المتابعين من كافة الجهات المشاركة في الرقابة على المشهد السياسي المصري
الرسالة الثانية:و كان عنوانها الحشد
حشد الليبراليون كل طاقاتهم من أجل الإلتفاف على نتيجة الإستفتاء من خلال إصدار الوثائق الواحدة تلو الأخرى في محاولة يائسة من اجل وضع الدستور اولا بطريق غير طريق الشعب بل و أكثر من ذلك تم تحديد نسبة مشاركة كل فئة من فئات المجتمع التي ستشارك في وضع الدستور الجديد في تعدي صارخ على رأي الشعب في الاستفتاء الذي صوت لصالح آليات محددة لاختيار اللجنة التي ستقوم بهذه المهمة 
رد الشعب على الرسالة الثانية:
قام عدد غير قليل من خيرة رجال هذا البلد العظيم الذين لا ينتمون لأي تيار سياسي و المشهود لهم بالنزاهة و أعلنوا عبر كل الوسائل المتاحة ان لا مفر من السير قدما في الطريق الذي أختاره الشعب و صوت عليه في الإستفتاء
الرسالة الثالثة:الترغيب و الترهيب
تيقن الليبراليون أن الإنتخابات آتية لا محالة قبل الدستورو ستكون الغلبة للإسلاميين وفق ما أسفرت عنه نتيجة الإستفتاء فتنوعت هذه الرسالة بين الترغيب و الترهيب :فكان الترغيب من خلال فتح الساحة الإعلامية ابوابها أمام كل الناس ليعبروا عن آرائهم و هى ساحة جديدة على الشعب عامة و على الإسلاميين خاصة فكانت الأخطاء الناتجة عن عدم الخبرة هى البيئة الخصبة التي إستغلها الليبراليون و استخدموها فزاعه ضد الإسلاميين مع الأخذ في الإعتبار تفوق الليبراليون في المجال الإعلامي الذي يعد ساحتهم الأولى قبل و بعد الثورة
و الترهيب من خلال ترويج الشائعات حول الأجواء التي ستجرى فيها الإنتخابات البرلمانية بداية من القول بانها ستكون إنتخابات دموية من كثرة الدماء التي ستسيل في كل مكان إلى التذكير بسيل من العواقب الوخيمة التي لا يعلم مداها إلا الله نتيجة لإجراء الإنتخابات في أجواء تسودها حالة من الفوضى الأمنية التي تعم البلاد
من خلال موقف واحد رد الشعب المصري العبقري على الترغيب و الترهيب في مشهد و لا أروع ...فقال و عمل:
قال نعم للإسلاميين بكل تياراتهم بنسبة 70% تقريبا و كأن لسان حال الشعب يقول حتى الأخطاء الإعلامية التي وقعوا فيها هى من أمثلة الأخطاء المسموح بها لا أكثر و لا أقل
أما رسالة الترهيب فكان الرد عليها عمليا أمام اللجان.. إصطفت الطوابير أمام لجان الإقتراع منذ ساعات الصباح الاولى  في مشهد حضاري يعبر عن حجم ما يمتلكه هذا الشعب العظيم من إرادة قوية و عزيمة    
الرسالة الرابعة :و عنوانها "دشن ...دشن"
دشن الليبراليون حملة منظمة لتكوين المؤسسات المتنوعة التي يهدف إنشاؤها إلي مراقبة عمل البرلمان و لجنة صياغة الدستور و هذه الأهداف إن دلت فإنها تدل على محاولة أخرى لتحجيم رأى الشعب و ما نجم عنه من آثار أسفرت عن تقدم الإسلاميين و حصولهم على الأغلبية في الإنتخابات البرلمانية بمراحلها الثلاث
فكان رد الشعب على لسان نخبته المحايدة الغير محسوبة على أى تيار سياسي مثل ا|فهمي هويدي في مقاله المنشور بجريدة الشروق بعنوان "ليبراليو هذا الزمان"  
"أدرى أن قطاعا عريضا من النخب ليس سعيدا بنتائج الانتخابات وبتصويت الأغلبية. وأن هؤلاء يثيرون المشاعر ويعبئون الرأى العام ضد تلك النتائج من خلال الأبواق الإعلامية التى يتحكمون فيها، وهو ما لا أستغربه، خصوصا أن موقفهم الراهن هو ذاته كان موقفهم فى عهد الرئيس السابق. لكن الذى أستغربه حقا أن يقدم هؤلاء أنفسهم باعتبارهم ديمقراطيين وليبراليين".
تلك الرسائل على سبيل المثال لا الحصر و لا تزال الرسائل مستمرة بين الطرفين و لكن هناك رسالة ارسل بها الشعب إلى الليبراليين و يبدو أنها لم تصل إليهم بعد  و هى تعبر عن لسان حال الشعب الذي تجلى واضحا في كل الردود السابقة قائلا:
لا تتكلموا عنا بل تكلموا معنا إذا كنتم تريدون حقا مصلحتنا 
 أما إذا كانت رسالتكم في الحياة الكلام فتكلموا ما شئتم أن تتكلموا فلن نقرأ رسائلكم قبل أن تعملوا معنا لتحقيق الأهداف التي قمنا بثورتنا العظيمة من أجلها .
و أخيرا..........
عذرا لم يعد لدينا نظام لقراءة الرسائل الكلامية فنظامنا لا يقرأ إلا الرسائل العملية التي تعيش و تسير بيننا و تسهر على راحتنا و سعادتنا
امل صبري

0 لأضافة تعليقات:

إرسال تعليق