ابن اكبر من ابيه!!


ابن اكبر من ابيه!!
    هل يمكن أن يكون الأب أصغر من ابنه؟!! في هذا الزمان غير المألوف الذي يتسم بالفوضى و الفساد ممكن أن نرى عجائب الدنيا السبعة قد تضاعف اعدادها كما تتضاعف الكعكة بفعل الخميرة
    عندما يستشري الفساد في المجتمع كما ينتشر السرطان في كامل الجسد عندئذ يصبح الجسد ضعيف و يحتاج إلى الحماية و حماية الفساد لا تكون الا بإنتشار الفوضى حتى يلهي الناس عن التفكير في معالي الأمور فهم يلهثون وراء القضايا الصغيرة التي يمكن القفز عليها بما هو اكبر منها و اعظم منها اثرا في الحياة و لكن الفاسدين يعلمون أن هذا لا يكون الا للنفوس العظيمة التي تستطيع أن ترى الأمور بأحجامها الحقيقية و ربما يصغر عندها الكبير عند إحتدام الأمور و ضرورة حسم الموقف فلا يوجد حل الا إنجاز الأهم فالمهم و عندها يكون الأهم  ما تقتضيه الضرورة في العصر و اللحظة و المكان وفق الهدف الاسمى لديهم
     الفساد الذي انجب الفوضى و زرعها في المجتمع يوم الصدام مع عدوه اللدود في الحياة "الصلاح " وقتها لا يجد ساتر يحتمي به من قوة الصلاح الا نشر الفوضى فهو يبدأ بالتلويح بها فإن لم يجد فيقوم بإشهارها جهارا نهارا في محاولة للحياة و هو لا يدرك أن الصلاح لا يموت ربما يمر بفترة ضعف أو ندرة في عدد ابنائه لكنه لا يموت فقوته هى جزء من تكوينه لا ينفصل عنها و لا تنفصل عنه حتى إنك ربما تشم رائحة عبير الورود في اثناء معاركه مع الفساد فلا تدري هل أنت تستنشق الزهور أم عبير النفوس التي تزود بدمائها دفاعا عن حياة الصلاح ... في هذه اللحظة الشاذة التي تجد فيها الابن اكبر من ابيه لابد أن تعلم أن الفرج قريب فلا يمكن أن تتبدل سنة الله في الكون
قال تعالى:
"فهل ينظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا "سورة فاطر 43
  من المفارقات أننا شاهدنا اليوم في الثورة المصرية ايضا حفيدة الفساد جلية تحتل الإعلام المرئي و المسموع و المقروء إنها "الشائعات " لم يكتفي الفساد بما يحمل تكوينه من سم سمم الشعوب على مدار العهود الماضية فأنجب ابنته المدللة الفوضى و الفوضى أنجبت الشائعات فهى سليلة عائلة عفنة سيئة السمعة تبرز و تتحرك في وقت الأزمات و تتغذى على آلام الناس الصالحين تريد أن تقضي عليهم معنويا بعدما فشل الفساد في الفت في عضددهم ماديا و لكن هيهات فالصراع بين الحق و الباطل صراع أزلي لا ينتهي إلا بنهاية الحياة و كذلك نتائجه معلومة مسبقا فأصحاب الصلاح منصورون لا محالة إن طال الزمان أم قصر
قال تعالى:
حَتّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)يوسف
فلنصبر و لنحتسب إن فرج الله قريب

1 لأضافة تعليقات:

غير معرف يقول...

استاذتي الفاضلة لقد وفقت في وصف الواقع باسلوب واضح وتشبيه جميل رقراق أخاذ يبعث في النفوس الأمل ويحث النفس المؤمنة على التحلي بالصبر على منغصات هذه الفترة من تاريخ أمتنا ويحضرني في هذا قول يعقوب عليه السلام عندما فقد ابنه يوسف في مؤامرة دنيئة من إخوته ادعوا قتل الذئب له بهتانا وافتراءا فقال يعقوب "فصبر جميل والله المستعان على ماتصفون" فالصبر الجميل والعمل الجاد المثمر هو شعار مرحلتنا الراهنة .

إرسال تعليق