ميدان التحرير بين الأمس و اليوم


ميدان التحرير بين الأمس و اليوم
  لا يعد ميدان التحرير في يوم من الأيام منطقة سكنية بالمعنى المعروف و لكنه يعد منطقة شاملة يحتوي على هيئات حكومية و وحدات تجارية و ادارية و ....

   اليوم ميدان التحرير حوله الشباب إلى منطقة سكنية بكل معنى الكلمة

فهو يضم الآن كل أطياف المجتمع الفقير و الغني و 

الشاب و الشيخ و الامي و العالم و السياسي و 

من لم يتعاطى السياسة في حياته و المسلم

و المسيحي........ يقيمون جميعا تحت سماء هذا الميدان الصافية و في رحاب مساحته الطاهرة التي رواها الشباب المناضلين بدمائهم الذكية
و كأن فئات المجتمع المصري كافة أرسلت بممثلين لها على أعلى مستوى و بتمثيل مشرف أذهل العالم كله حتى أنه خطف أنظار العالم ببريقه و كأنه ولد من رحم قرص الشمس الساطعة و أضاء للناس طريقهم كالقمر في ليلة التمام فلا تكاد العيون تتحول عنه حتى تعود إليه و لا يكاد الفكر يشرد عنه الا ليعود اليه و كأنه يختلس لحظة التحول عن تأمله لأن قضية ميدان التحرير أضحت القضية الأهم في فكر و ضمير محبي الحرية و الديمقراطية على مستوى العالم أجمع

  بعد أن كان ميدان التحرير نقطة العبور من مكان إلى  لآخر أصبح اليوم
نقطة العبور من زمن إلى زمن آخر
من زمن الفساد و الظلم و الطغيان إلى زمن الصلاح و العدل و الإحسان ... من إنسان ناقص الحقوق إلى إنسان كامل الحقوق .... من نفس منكسرة , مقهورة , مكتئبة ..إلى نفس تنعم بالفخر و القوة و البهجة و السرور..
لم يكن أسم ميدان التحرير في السابق يتعدى اسم
مكان و لكنه يبدو أن القدر أراد أن يكون له نصيب من اسمه "التحرير"فكان نقطة العبور نحو الحريةو ربما أكثر و كأنما أفرغ المكان في هذا الزمان في معنى الحرية و روافده ليست فروع الشوارع بل هى الثبات و الصبر و الأمل و التجرد لحب هذا البلد العظيم
كان المصريون دائما يفخرون بتاريخهم العظيم اليوم لهم أن يفخروا بتاريخ الزمن القادم الذي يسطره شباب هذا البلد الصالح على يد شبابه الأنقياء الأطهار على أرض ميدان التحرير
أحلم كما يحلم الكثيرين مثلي من أبناء هذا الوطن العزيز بيوم العيد عيد النصر "نصر الثورة" و ذلك بإكتمالها و تغيير وجه مصر من دولة عجوز هرمه بما استشرى فيها من امراض الفساد و الظلم و الجهل الى دولة جميلة شابة بكل ما يحمل الشباب من معاني الصحة و العافية قوية البنية , العالمة بزمانها مقبلة على شأنها
ربما يكون اليوم حلم و لكنه قريب المنال .. أكيد إن شاء الله إنه قريب المنال فإن ما نراه اليوم هو جزء من الحلم يتحقق على الأرض و الباقي آت لا ريب و ما النصر إلا من عند الله ..بالصبر و الثبات و الدعاء معا نكمل المشوار "مشوار الحرية"
أمل صبريِ

0 لأضافة تعليقات:

إرسال تعليق