شعب يحب حاكمه !!!


شعب يحب حاكمه !!!
لا تتعجب أيها القارئ الكريم فإن العنوان حقيقي و ليس مزحة أو من قبيل التهكم على أحد إنها واقعة حقيقية من ضمن الحقائق التي تعد من الخيال في زماننا الحالي و لكنها كانت حقيقة في زمن تطبيق الإسلام في حياتنا قولا و عملا ...أيام كان المسلمين لا يعرفون مصطلحات تقسم الإسلام إلى سياسي و إجتماعي و تعبدي و إقتصادي و .... فكلمة الإسلام كان من يسمعها لا يفهمها إلا بهذه المعاني مجتمعة دون تقسيم او تفصيل فكان كذلك الحاكم لا يعرف في ظل هذا التعريف أنه غير الناس أو أفضلهم بل حامل لهموم رعيته و أنه مسئولا عنهم أمام الله الذي وضع له الأسس و القواعد الكلية للتعامل مع الرعية و ترك له الوسائل المناسبة للزمان و المكان الذي يحكمه وفقا للضوابط الشرعية و المصالح العليا للدولة و الأمة لكى تحقق الغاية المنوطة بها"الهداية و الخير للبشرية و العبادة لله الواحد الأحد "و كان خير مثال للحاكم العادل سيدنا عمر بن الخطاب الذي يعد مضرب المثل في العدل و الورع لجميع الحكام في كل زمان و مكان و لكن هنا نحن بصدد والي من ولاة سيدنا عمر "والي حمص"الصحابي الجليل سعيد بن عامر رضي الله عنه 
سر حب أهالي حمص لسعيد بن عامر
"كان من الأمراء المعدودين بحسن الإدارة و حب الناس له حتى إن الفاروق قال له مرة : إن أهل الشام يحبونك ,قال: لأني أعاونهم و أواسيهم"انظر الإصابة لابن حجر,ج195:4
من أسرار حب الرعية للحاكم
1-حسن الإدارة
فمن يحسن الإدارة فهو يحسن التخطيط لدولته و يتقن تنظيم شئونها بما يعود على رعيته بالخير الوفير و تسويق صادراتها بأفضل الأسعار و لا يهدر ثروات بلاده بل و يتابع سير العمل و تحقيق الخطة الموضوعة لتنمية المجتمع في الداخل و الخارج بالإضافة إلى تسويق الأفكار و الأعمال التي تعود على البشرية بالرقي و الترفيه و السعادة و السلام
2-المعاونة
فالحاكم الذي يساعد في تنمية مرافق المجتمع الهامة من صحية و دوائية و غذائية و يوفر إحتياجات رعيته من الملبس و المأكل في حدود ما يحفظ للمواطن آدميته بحد أدنى و كذلك ما يكفيه من المال المناسب لصنعته و اعانته اذا لم يصل هذا المال الى حد الكفاية فهو محبوب
3-المواساة
عندما يشارك الحاكم شعبه في آلآمهم و أفراحهم يكون منهم و لا يشعرون انه غريب عنهم كما كان يفعل هذا الحاكم الصالح ينفق من ماله القليل على من يحتاج من شعبه بالإضافة إلى الإنفاق عليهم من بيت مال المسلمين حتى عندما يرسل إليه الخليفة المتابع لأحوال رعيته و ولاته"عمر بن الخطاب" مال لينفقه على نفسه لما يرى من رقة حاله و حال أهل بيته كان يأخذ القليل و ينفق الكثير على رعيته مساعدة و مواساة لهم على حالهم فهو محبوب 
رحم الله عهدا مضى كان فيه خليفة المسلمين مثل عمر بن الخطاب و واليا من ولاتهم مثل سعيد بن عامر و عهدا سيأتي إن شاء الله يسير فيه نظام الحكم بالعدل و الرحمة و الرفق و حسن الإدارة و سياسة الدنيا بالدين صاحب أرقى الأخلاق كما كان على نهج الخلافة الراشدة كما بشر الرسول صلى الله عليه و سلم إن الله على ما يشاء قدير
أمل صبري      

0 لأضافة تعليقات:

إرسال تعليق