المصباح المضئ


المصباح المضئ
   ربما لا يخلو حديث هذه الأيام من كلمات تحمل معاني الضجر و السأم و الإحباط بداية من مستوى المعيشة و صعوبة الحياة الى الشكوى من أخلاق البشر التي إنحدرت و فقدت بشريتها و ضياع معاني الوفاء و الحب و الإخلاص التي كانت تمثل الصحة و العافية للمجتمع في الزمن الجميل ....
  كلمات كلها تحمل في ثناياها الألم و الحسرة و يزيل بعضهم الكلام بالمقولة الأكثر إنتشارا في هذه الأيام "مفيش فايدة" و عندما تعلق و تقول هذه هى المشكلة... أين الحل؟! في وسط هذا الظلام الدامس يرد أحدهم قائلا: ليس لها حل إلا من عند الله !!
يعلق آخر :إن الله هو الموفق و لكن أين الأخذ بالأسباب؟!
يرد آخر:ستاخذ بالأسباب في إيه و لا إيه و لا ............
    و تجد نفسك و كأنك في جنازة لا يملك أهلها إلا النواح و الهزيان بكلمات لا طائل منها و ربما تركوا ميتهم و لم يفكروا في طلب المغسل أو الكفن أو......إنهم لا يجيدون سوى النواح و لا يعرفون من الأفعال إلا شكلها فإن وجدت فهى موجودة و إن فقدت فهى مفقودة و لكن لا يعرفون من أين تؤتى ...و ربما لا يحاولون معرفة الطريق فالنقد صديقهم و اليأس حليفهم و كأنهم يعيشون على هامش الحياة في المقصورة يتابعون مباراة كرة فهم لا يجيدون من اللعبة سوى النقد و لا يستطيعون التصحيح لإنهم ببساطة ليسوا من صناع الألعاب... هم فقط متفرجون و مع طول الفرجة احترفوها فمنحوا انفسهم ترقية استثنائية لقب "ناقد" ثم "ناقد محترف".....و هكذا
يقول الرافعي:
"و قالت لي نفسي:و أنت ما شأنك بالناس و العالم ؟ يا هذا ليس لمصباح الطريق أن يقول"إن الطريق مظلم" . إنما قوله إذا أراد كلاما أن يقول :"هأنا ذا مضئ".
سؤال لك أنت!!!!
    أين أنت من هذه الحياة ناقد أم لاعب في ميدان الحياة؟!!!! عندما تغيب معانيها تشعر إنك أنت معانيها ...عندما يموت الأحياء هل تمنحها أنت الحياة ؟...حتى إنه عندما تغيب يقال كان هنا رجل عرف قيمة الحياة أثمر عندما اجدبت ... منح كل صورة روح فأحياها من حياته ...نشر الدفء عندما غابت الشمس ...أحيا الحياة بنفسه عندما ماتت النفوس ... وعند حلول النهاية تكون أنت البداية و سر إستمرار الحياة الطيبة .
قال تعالى :
"" إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ"الرعد 11
امل صبري

0 لأضافة تعليقات:

إرسال تعليق